مازيراتي تحتفل بمرور 55 عاماً على إطلاق طراز جيبلي
ولم يأتِ اختيار اسم جيبلي عن عبث، إذ يعني الاسم الرياح القوية والدافئة والمُحملة بكميات كبيرة من الرمال في شمال أفريقيا، وهو ما يظهر واضحاً في سرعة السيارة والدفء الذي تحمله مواصفاتها التقنية ولمساتها التصميمية.
وطرحت مازيراتي طراز جيبلي بتصميم رياضي مميز، يعمل بمحرك صُمم خصيصاً بإلهام من محرك مازيراتي مكسيكو الشهير ثماني الأسطوانات. وأطلقت مازيراتي إصداراً مزوداً بمحرك بسعة 4700 سنتيمتر مكعب بقوة 330 حصان، أتبعته بإصدار أقوى بسعة 4900 سنتيمتر مكعب.
وحرصت مازيراتي على إضفاء طابع جمالي مميز على سيارة جيبلي من خلال خفض ارتفاع غطاء المحرك، الذي زودته بحوض جاف، وهو حل يُستخدم حصراً في سيارات السباق، حيث تم تثبيته في أقصى القسم السفلي من الهيكل الأنبوبي، وهو ما أعطى السيارة مظهرها الانسيابي القوي، والذي يُعد أحد أساسات نجاحها.
وأوكلت مازيراتي مهمة التصميم إلى شركة غيا، التي استعانت بخبرة فريقها للتصميم الإبداعي بالتعاون مع جورجيتو جيوجيارو. وتمثلت أبرز السمات التصميمية التي ميّزت طراز جيبلي عن سابقيه في دمج أقسام السيارة، إذ تم تصميم الهيكل ومقصورة الركاب كجزء واحد بدون أي أقسام منفصلة أو متداخلة. مما أعطى تصميماً يتميز بخطوط هندسية مشدودة حرصت لمسة جيوجيارو على التقليل من حدّتها وصلابتها.
كما حملت مقدمة السيارة لمسةً خاصة من مازيراتي، حيث زُودت السيارة بأضواء أمامية قابلة للطي وشَبَك نحيف للغاية يغطي كامل مساحة المقدمة، مع الحفاظ على شعار مازيراتي في المنتصف ولكن بحجم أصغر.
وساهم غطاء المحرك المنخفض والطويل، بالإضافة إلى الزجاج الأمامي شديد الميلان والتناسب المثالي للتصميم العملي في تعزيز المظهر الجانبي الانسيابي لطراز جيبلي. وأصبحت الدعامة الخلفية ثلاثية الشكل عنصراً مميزاً تم إدخاله لاحقاً في طرازات ناجحة أخرى من مازيراتي.
وتم إدخال عدد من التحسينات على تصميم المقصورة الداخلية للسيارة ذات المقعدين، حيث صُممت مكوناتها وفق رؤية شاملة فرضت وجودها على العناصر الفردية.
وجاءت النتيجة على شكل سيارة جران توريزمو رياضية بدون التأثير على مزايا القوة والراحة، والتصميم الحصري والفاخر، والحضور الرياضي الذي لطالما تميزت به مازيراتي.
وأُطلق الطراز في الأسواق عام 1967، بعد الكشف عنه في معرض تورينو للسيارات في 3 نوفمبر 1966. وبعد إطلاقه بعام واحد، خضعت المقصورة الداخلية لعملية إعادة تصميم، مع خيار تزويده بنظام نقل حركة أوتوماتيكي عند الطلب، بالإضافة إلى علبة تروس يدوية من خمس سرعات. كما تم طرح نسخة سبايدر من الطراز منذ عام 1969، مع إمكانية تزويده بسقف مصنوع من الصلب؛ ليتم بعدها بعام طرح الطرازين بمحرك سعة 4900 سنتيمتر مكعب، ومن هنا جاءت تسمية جيبلي إس إس، مما أسهم في ترسيخ مكانة السيارة في الأسواق.
وبشكل عام، تم إنتاج 128 سيارة من طراز جيبلي سبايدر وأكثر من 1200 سيارة من طراز جيبلي كوبيه بين عامَي 1967 و1972، حيث اشترى أحدها السيد هنري فورد حفيد مؤسس مازيراتي، والذي وضعها في مركز فورد لتطوير المنتجات في ديترويت، لتكون مثالاً يُحتذى به ومصدراً للإلهام.
وتستقي مازيراتي الإلهام باستمرار من طراز جيبلي، أحد أشهر سياراتها على الإطلاق. وقررت العلامة في عام 2013 الكشف عن طراز جديد، لتسلط الضوء من جديد على اسم جيبلي في عالم سيارات السيدان الرياضية وتبدأ فصلاً جديداً في مسيرتها الناجحة.
0 التعليقات